ترفق أيها الزوج فأنت إنسان
يقولون ترفق فبعض الخبر لا يمحوه الزمان ، وأقول ترفق فبعض القول لا تمحوه الهدايا !!
لعلي أستهل مقالي بطرح سؤال وهو : هل الأصل في الإنسان الرفق أم الأصل فيه العنف ، أو مالشيئ العارض ومالشيء الأساسي في الطبيعة كلها ؟
نظرة ورحلة سريعة للعوالم لنرى ، انظر إلى غصن هذه الشجرة الملتف الممتد ع ذاك الغصن كيف ومتى التف وأحاط به ،يوم وليلة أم خلال أيااام ولياااال ؟!
ثم ارفع بصرك لسقف الأرض -السماء- وانظر لمطالع الشمس ومغاربها كيف ينتقل الكون من ظلام دامس إلى فجر صادق بمراحل وأوقات يمر بها من الشفق الى الغسق حتى العتمة فالسدفة ثم الفحمة فالزلة فالزلفة والبهرة ثم السحر والفجر ثم الصبح .فقه اللغة للثعالبي .
ثم ارحل للبحر السابح وتأمل الظاهرة الطبيعية التي تحدث له خلال يوم كامل 24 ساعة ظاهرة -المد والجذر-تمدد الماء ف ساعات ثم انحسارها في ساعات أخر .
هذه نظرة سريعة للحياة الطبيعية من حولنا إذن
الظواهر الطبيعية لا تحدث سريعا ولا تتغير رأسا على عقب بلحظات وليال بل تتمهل وتتدرج وتنمو وتصعد شيئا فشيئا أو تضمحل وتصغر شيئا فشيئا لترجع وتعود ثم تختفي ...
فسر أيها الانسان بطبيعتك وتلطف في مبتغاك وطلبك فطبعك الرفق والأناة والتؤدة والطمأنينة والهدوء والعارض عليك ؛ العنف والغضب والسرعة ...وخذ كلام الطبيب المشفق والرسول المعلم ( إن الرفق ماكان في شيئ الا زانه ومانزع من شيئ الا شانه) رواه مسلم . ردده كثيرا، خطه بخط جميل علقه، انشره بين جيرانك وأقرانك ، فقد كان والدي- جزاه الله عنا خيرا واطال ف عمره -يردده كثيرا حتى صار الرفق سجيته ، ماأذكر أنه صرخ علينا فضلا عن ضربنا ونحن كبار..
أما الوصية بالرفق بالنساء فاحفظ قول رسولك محمد صلى الله عليه وسلم (ارفق ياأنجشة ويحك بالقوارير)
يقول الشاعر : ولا يغرنك حظ جره خرق
فالخرق هدم ورفق المرء بنيان هذا في نونية البستي .
الرفق يبني ويقرب والغلظة تهدم وتبعد مصداقه(ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)ال عمران/159
وان تساءلت كيف أعرف نفسي هل أنا رفيق رحيم أم عتل غليظ؟! فأكمل الاية السابقة (فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ) إن كنت أيها الزوج تعفو وتصفح عن أخطاء وزلات امرأتك ولا تجيب طاريها ولا تحزن قلبها بتذكرها ، وان أنت أخطيت عليها وأحزنتها فطلبت السماح وأصلحت أمرك في يومك وغدم جبرا لخاطرها واحسانا لنفسك، جمعت بين العفو والاحسان وهذه هي-لعمر الله- العظمة والقوة في الرجال (إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)متفق عليه .
ثم شاور أهلك أيها الزوج ؛اجمعهم وحدثهم واطلب رأيهم وقولهم ف الحدث والأمر الهام او البسيط لا تنحيهم من القائمة وتلغيهم من الوجود بقصد او باستهتار من غير قصد هذا يهدم محاسنهم وينحيهم عن حق المشاركة ف المجتمع ويجعلهم متلقين غير فاعلين .
أما الرفق واللطف سجية وطبيعة في الزوجين فهذا مايأسر القلبين ويعين الزوجين على مواصلة الحياة بقوة ونشاط ، ولكم يسعدني أن أسمع قصصا مجسدة وحوارات بناءة لأجمل وأسعد زوجين أمنا عائشة ورسولنا محمد ..
تقول أمنا عائشة رضي الله عنها : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بغاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه ،ودخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمار الشيطان عند النبي ! فأقبل عليه رسول الله فقال دعها ،فلما غفل غمزتهما فخرجتا ..
وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال تشتهين تنظرين ؟ فقلت نعم ، فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول ( دونكم يابني أرفدة) حتى إذا مللت قال حسبك ؟ قلت :نعم .قال فاذهبي ..رواه البخاري ومسلم
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : استأذن عمر على رسول الله وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله ورسول الله يضحك فقال عمر أضحك الله سنك يارسول الله ، قال عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب قال عمر فأنت يارسول الله كنت أحق أن يهبن ثم قال أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ! قلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ، قال رسول الله (والذي نفسي بيده مالقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك) رواه البخاري ومسلم .
قال ابن حجر معلقا : كان النبي لا يواجه أحدا بما يكره إلا في حق من حقوق الله وكان عمر يبالغ في الزجر عن المكروهات مطلقا وطلب المندوبات .
أما في أصول التربية والتوجيه والتعامل مع الأخطاء عموما : فالتدرج في المعالجة والتأديب هو المنهج الرباني (دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبا من الماء) اصلاح الامر المسبب للمشكلة اولا ثم التوجيه والتعليم للمخطئ من غير تعنيف ولا تجريح ولا سباب وشتام ، فأين الأزواج والزوجات عن هذا الخلق الرفيع والرفق اللطيف ؟!
إتماما للفائدة إرتأيت أن أدون بعض كنوز الوحيين في الرفق في جوانب مختلفة فتأملوها رحمكم الله :
قول رسول الله (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به) رواه مسلم .
قال تعالى (وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم)البقرة/ 280 وذلك في شأن المدين المعسر .
وقال تعالى( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) النحل/125 في الدعوة والتربية .
قال صلى الله عليه وسلم (رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى)رواه البخاري.
لعلي أستهل مقالي بطرح سؤال وهو : هل الأصل في الإنسان الرفق أم الأصل فيه العنف ، أو مالشيئ العارض ومالشيء الأساسي في الطبيعة كلها ؟
نظرة ورحلة سريعة للعوالم لنرى ، انظر إلى غصن هذه الشجرة الملتف الممتد ع ذاك الغصن كيف ومتى التف وأحاط به ،يوم وليلة أم خلال أيااام ولياااال ؟!
ثم ارفع بصرك لسقف الأرض -السماء- وانظر لمطالع الشمس ومغاربها كيف ينتقل الكون من ظلام دامس إلى فجر صادق بمراحل وأوقات يمر بها من الشفق الى الغسق حتى العتمة فالسدفة ثم الفحمة فالزلة فالزلفة والبهرة ثم السحر والفجر ثم الصبح .فقه اللغة للثعالبي .
ثم ارحل للبحر السابح وتأمل الظاهرة الطبيعية التي تحدث له خلال يوم كامل 24 ساعة ظاهرة -المد والجذر-تمدد الماء ف ساعات ثم انحسارها في ساعات أخر .
هذه نظرة سريعة للحياة الطبيعية من حولنا إذن
الظواهر الطبيعية لا تحدث سريعا ولا تتغير رأسا على عقب بلحظات وليال بل تتمهل وتتدرج وتنمو وتصعد شيئا فشيئا أو تضمحل وتصغر شيئا فشيئا لترجع وتعود ثم تختفي ...
فسر أيها الانسان بطبيعتك وتلطف في مبتغاك وطلبك فطبعك الرفق والأناة والتؤدة والطمأنينة والهدوء والعارض عليك ؛ العنف والغضب والسرعة ...وخذ كلام الطبيب المشفق والرسول المعلم ( إن الرفق ماكان في شيئ الا زانه ومانزع من شيئ الا شانه) رواه مسلم . ردده كثيرا، خطه بخط جميل علقه، انشره بين جيرانك وأقرانك ، فقد كان والدي- جزاه الله عنا خيرا واطال ف عمره -يردده كثيرا حتى صار الرفق سجيته ، ماأذكر أنه صرخ علينا فضلا عن ضربنا ونحن كبار..
أما الوصية بالرفق بالنساء فاحفظ قول رسولك محمد صلى الله عليه وسلم (ارفق ياأنجشة ويحك بالقوارير)
يقول الشاعر : ولا يغرنك حظ جره خرق
فالخرق هدم ورفق المرء بنيان هذا في نونية البستي .
الرفق يبني ويقرب والغلظة تهدم وتبعد مصداقه(ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)ال عمران/159
وان تساءلت كيف أعرف نفسي هل أنا رفيق رحيم أم عتل غليظ؟! فأكمل الاية السابقة (فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ) إن كنت أيها الزوج تعفو وتصفح عن أخطاء وزلات امرأتك ولا تجيب طاريها ولا تحزن قلبها بتذكرها ، وان أنت أخطيت عليها وأحزنتها فطلبت السماح وأصلحت أمرك في يومك وغدم جبرا لخاطرها واحسانا لنفسك، جمعت بين العفو والاحسان وهذه هي-لعمر الله- العظمة والقوة في الرجال (إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)متفق عليه .
ثم شاور أهلك أيها الزوج ؛اجمعهم وحدثهم واطلب رأيهم وقولهم ف الحدث والأمر الهام او البسيط لا تنحيهم من القائمة وتلغيهم من الوجود بقصد او باستهتار من غير قصد هذا يهدم محاسنهم وينحيهم عن حق المشاركة ف المجتمع ويجعلهم متلقين غير فاعلين .
أما الرفق واللطف سجية وطبيعة في الزوجين فهذا مايأسر القلبين ويعين الزوجين على مواصلة الحياة بقوة ونشاط ، ولكم يسعدني أن أسمع قصصا مجسدة وحوارات بناءة لأجمل وأسعد زوجين أمنا عائشة ورسولنا محمد ..
تقول أمنا عائشة رضي الله عنها : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بغاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه ،ودخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمار الشيطان عند النبي ! فأقبل عليه رسول الله فقال دعها ،فلما غفل غمزتهما فخرجتا ..
وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال تشتهين تنظرين ؟ فقلت نعم ، فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول ( دونكم يابني أرفدة) حتى إذا مللت قال حسبك ؟ قلت :نعم .قال فاذهبي ..رواه البخاري ومسلم
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : استأذن عمر على رسول الله وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله ورسول الله يضحك فقال عمر أضحك الله سنك يارسول الله ، قال عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب قال عمر فأنت يارسول الله كنت أحق أن يهبن ثم قال أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ! قلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ، قال رسول الله (والذي نفسي بيده مالقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك) رواه البخاري ومسلم .
قال ابن حجر معلقا : كان النبي لا يواجه أحدا بما يكره إلا في حق من حقوق الله وكان عمر يبالغ في الزجر عن المكروهات مطلقا وطلب المندوبات .
أما في أصول التربية والتوجيه والتعامل مع الأخطاء عموما : فالتدرج في المعالجة والتأديب هو المنهج الرباني (دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبا من الماء) اصلاح الامر المسبب للمشكلة اولا ثم التوجيه والتعليم للمخطئ من غير تعنيف ولا تجريح ولا سباب وشتام ، فأين الأزواج والزوجات عن هذا الخلق الرفيع والرفق اللطيف ؟!
إتماما للفائدة إرتأيت أن أدون بعض كنوز الوحيين في الرفق في جوانب مختلفة فتأملوها رحمكم الله :
قول رسول الله (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به) رواه مسلم .
قال تعالى (وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم)البقرة/ 280 وذلك في شأن المدين المعسر .
وقال تعالى( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) النحل/125 في الدعوة والتربية .
قال صلى الله عليه وسلم (رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى)رواه البخاري.
تعليقات
إرسال تعليق