سنرتاح كثيرا ...

مشاركتي في مسابقة جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية  في مسار" القصة القصيرة" .
سنرتاح كثيرا📝                
    أخذ الأب ولدهـ -أيمن- ذو التاسعة من عمره إلى مدرسته كعادته كل صباح ، وبينما هما في المركبة يقطعان الطريق بأحاديث الحاضر، وقصص الماضي، قال أيمن : أبي تأملت شيئا عجيبا اليوم لم أعره انتباهي من قبل وقد أحزنني كثيرا 😌
  الأب : خيرا يا أيمن ماذا وجدت وما لذي أحزنك قل لي ؟! قال الابن : لا لن أفصح عنه فقد تزدريني ولا تعبأ بي .😐
  الأب : لا يا ولدي بل سأضعه في الاهتمام فكن على ثقة ، كيف- والآمال معقودة عليك ياولدي في تحمل الأعباء والقيام بالمسؤوليات !
  أيمن : أبي: تخيلت لو كنت مكان القطة هذه تسرح وتمرح ، تنام ولا تلام ، لا تخاف سوطا ولا تخشى فقرا ، تموء حين تجوع ، وتمور حين تشبع ، ما أجمل حياة القطة🤔
 أبي: وتمنيت أني مكان ذاك العصفور على الغصن يرقد، وفي الصباح يغرد، وعن أسرته لا يبعد، يروح ويغدو يطير وعلى الأرض يسير، لا يحمل هما ولا يلقى حسدا، فأجمل بهذه الحياة ..👌
 ولدي حبيبي :: ما هكذا يكون التفكير منكوسا ! ولا أزال أردد وأقول لك : سنرتاح كثيرا –لا تقلق-لكن عندما نعمل ونكدح ، فليست الراحة أن تستريح إنما الراحة أن تعمل وتتجدد ، إن لم تتعب وتذهب وتأت كيف ستشعر بالراحة ؟!
  هيا يا بني.. أستودعك قد وصلنا، فلنكمل في العودة، أملي فيك أن تبني وتعمل، ولا تكون عالة تتكفف الناس، العمل شرف وعز والكسل سرف وذل، فلا تضيعني وكن نعم الولد الصالح يا بني.
 الابن وهو يقبل يد أباه : في أمان الله أبي، نزل وهو يحمل حقيبته ومعها يحمل همه ، يمشي في خطى متعرجة يقدم رجلا ويؤخر أخرى ، يشعر أن الطريق إلى الفصل طويل وشاق، استيقاظ من الصباح الباكر، وعودة في الظهر، حر وقر، أف.. لما كل هذا التعب والألم ؟!
دخل الفصل، ألقى التحية -سلام الله عليكم- صافح  معلمه ، جلس على كرسيه كئيبا حزينا لا ينطق ببنت شفة، يشعر أن الدنيا قد أطبقت عليه وأجلبت بخيلها ورجلها،
  يا إلهي ماهذا الضيق ولما هذه القيود أشعر بهما ؟! ألم أكن طفلا غير مسؤول عن شيء إلا لعبي ولهوي !؟ ما لذي أتى بي إلا هذه المدرسة ؟!
  وبينما كان أيمن مستغرقا في تفكيره: دخل أستاذ اللغة العربية، حي التلاميذ، فردوا عليه التحية وقوفا ثم جلسوا،
  قال المُعلم: درْسَنا اليَومَ عن : فنّ الوصْفِ .
 نصُ الاسْتِماع " عِنْدما تهِبّ علينا نسماتِ الرّبيع اللّطيفة، تُداعبُ وجُوهنا الشّابّة، وتُنْعش نفوسنا الحَالمة، وتبْعث في الحديقة حياةً جديدة، فتتمايلُ الأشجارُ الفارعة، وتختال الزهور الخلّابة، لترْسل أريجها العبِق في كل الأنحاء، ليغمر النّفس بالطمأنينة، ويرويَ الفؤاد، إنّه فصْل الرّبيع الذي يُحبّه الجميع فكنْ أيّها الطالبُ كالربيع منعشا بعطائِك وخيرِك وعملِك فهو العلو والفضيلة، ودعْك من الكسلِ والملَل فهو السَفل والرذيلة.
  نهض أيمن وبقوة قائلا: أستاذ أستاذ.. يكفي يكفي ..كلماتك في القلب استقرت وعلى صدري بلسما أضحت، نعم نعم .. التلميذ الصالح بعمله كالربيع الجميل المتغير،
  ما أجمل هذا الشعور! أن تشعر بالعطاء أن تشعر بالنماء أن توقن ببركة الحركة، أن تصل إلى الحقيقة التي ذكرها الله في كتابه العزيز وغفلنا عنها في خضم حياتنا المتسارعة( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير) العنكبوت
  رن رن رن رن ....دق جرس المدرسة وانصرف الطلاب .
  خرج أيمن للفناء الخارجي ينتظر أباه، ركب السيارة بخطى واثقة، كيف حالك يا أبي الغالي ؟
الأب: ما شاء الله عليك يا بني أرى فيك النشاط والحيوية، عدت بوجه غير الذي ذهبت به ما لذي حدث ؟
 أبي حقا كما قلت لي: أننا سنرتاح كثيرا إن سرنا ولم نتوقف، أخذنا في درس اللغة العربية أن المسلم كالربيع لا تثنيه المتاعب ولا تهزه المصائب بل تقويه وتصقله ليعود بالخير لنفسه ووالديه ولوطنه وأمته جمعاء .
 أبي : أنا الربيع وأنت الشتاء وأمي الخريف وأختي الصيف، ههه ههه ههه  كلنا مجتمعين نكون سنة كاملة .
وصلوا البيت، دخل أيمن وانحنى يقبل رأس والديه قائلا : رب لا تحرمني منهما كنزي وعدتي ونور دربي .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القواعد الذهبية في كتابة ياء المخاطب

أوطاننا أكبادنا ...

عكس المطلوب x الحزن والأسى x الفرح