كورونا وقصة مثل

                          كورونا وقصة مثل

   بعد أن وقع الناس في شدة واختلاط - حَيص بَيص- من هذا الوباء المستجد-رفعه الله عنا- وتمخض عن مطمئن صبور، وقلق عجول...
    وبعد أم ماجت الدول والسياسات في أمره حتى استقرت ع العلاج النبوي (لا يورد ممرض على مصح١) -الحجرالمنزلي-
    وفي الحجر المنزلي ترى : صاحب العلم والمدرس لا يزال ينشر علمه للناس ع - عين- والمدرب يباشر تدريبه ع - الزوم-  والصحفي: يصنع له استديو من بيته ويبث ع اليوتيوب ، وهذا البائع يفعل حسابه ع - سوق كوم-والسائق يستمر بالعمل مع - مرسول- وذاك التاجر يعقد صفقاته ويدير عماله أون لاين، والمبرمج : يتابع اتصالاته وشبكاته وأدواته يتابع الجديد وينشيئ المواقع والتطبيقات، أما جماعة الفن والغناء فلا يزالون يحيون لياليهم كما كانوا يفعلون وليتهم جمعوهم ع فن بريء، وتراث أصيل.. وحبايبنا الفتيان والفتيات ع- التوتش والنت فلكس- أما فخرنا وعزنا ومؤشر تقدمنا - القرآن وأهله الذين يزكون أنفسهم -فهم قد استغلوها فرصة لمراجعة النفس والتوبة والتضرع والالتجاء بالله علّ الكريم يشملنا بعفوه ورحمته إيمانا منهم وتصديقا بقوله تعالى (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له٢)
   هكذا تصورت حياة الناس، فهم كما قال المثل العربي :
  ( كل إناء يَرْشحُ بما فيه أو ينْضح٣)
   والمعنى : كل امرئ يشبهه فعله وينضح الكوز بما فيه، وكل أحد يلوح ع ظاهره مافي باطنه وإن أخفاه،والإنسان كالإناء إذا امتلأ علما وخيرا أخرج خيرا -ومايطلع من المليح إلا المليح - والمرة لا تبتعد عن الشجرة، وأما إذا امتلأ الإنسان شرا وسلبا فلا يمكن إلا أن يفيض بالشر والسلبية...
   اللهم فاستعملنا بطاعتك لا بمعصيتك،واملأ قلوبنا حبا وخيرا ورحمة ع أنفسنا وأسرنا ومن ثم مجتمعاتنا والمسلمين أجمعين....

  أبو هريرة /المحدث /البخاري /المصدر : صحيح البخاري. رقم 5771 /صحيح. موقع :الدرر السنية. 
٢/الزمر 54
٣/ مجمع الأمثال ، للميداني، ج ٢، ٣١٥٩

   ولمن أحب الاستزادة من شواهد المثل العربي، هذه بعض قراءاتي أنقلها لكم ❤️ ❤️
   
   روى الأبشيهي في كتابِه "المُستطْرَف من كلّ فنّ مُستظْرَف" شعرًا ورَدت فيه العبارة، ولم يذكر اسم الشاعر في كل من الاقتباسين:

سقى الله روضًا قد تبدى لناظرٍ
به شادن كالغصن يلهو ويمرح
وقد نضحت خداه من ماء ورد
وكل إناء بالذي فيه ينضح

وروى أيضًا:

يقولون لي والدمع فرح مقلتي
بنار أسى من حبة القلب تقدح
أدمعك جمر قلت لا تتعجبوا
فكل وعاء بالذي فيه ينضـــــــح

ثم تردد الشطر في شعر شعراء آخرين، منهم:

صَفيّ الدين الحِلّي:
إذا ما فعلتَ الخيرَ ضوعفَ شرُّهمْ
وكلُّ إناءٍ بالذي فيهِ يَنضَحُ

ابن نُباتة المصري:
و لغز هداني نحو معناه أنه
أتى وبه عَرفٌ من الروض ينفَح
يشفّ على مكتوبه طِيبُ ما حوى
و كل إناءٍ بالذي فيه ينضحُ

وثمة أبيات أخرى ترد في نهاية العبارة (يرشح)، نحو قول الشاعر:

فنمَّ بأسرار الصبابة مدمعي
وكل إناء بالذي فيه يرشح
وتبدو عليه عند ذاك شواهد
وكل إناء بالذي فيه يرشح

   شكرا لقراءة الموضوع حتى النهاية دمتم بخير 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القواعد الذهبية في كتابة ياء المخاطب

أوطاننا أكبادنا ...

عكس المطلوب x الحزن والأسى x الفرح