كيف نفكر إيجابيا عندما نتصادم مع الاخرين؟
يحصل في خضم هذه الحياة وتجاربها، والأيام ومواقفها ،ونتيجة للاحتكاك والخلطة بين أبناء البشر القريب منهم والبعيد، والحبيب والمحبوب ،والكبير والصغير،يحصل وأن تفهم خطأ أو تقلب الجرة عليك ع قول المثل :وكم من مريد للخير لم يوفق له،وليس هذا بدعا من الأمر ولا غرابة في بني البشر بل هو أصل الخلق وطبيعة الحياة- الاختلاف - ولولا الخلاف لما كان للحياة طعم ولا للفرد معنى، ولما عرف طيب العود ،لولا الخلاف ما صلب غصن الشجرة ومالتف حولها ، إذن الخلاف البسيط او مانكلق عليه (التاتش) يقرب ولا يبعد ،يقدم ولا يؤخر،يسعد ولا يشقي،   يفرح ولا يحزن، هذا هو المفهوم الايجابي للخلاف البسيط بين بني البشر الناتج عن الطبيعة الخلقيةالتحدة في الأصل الطين اللازب ، المختلفة في الطبيعة والجبلة - فمنها الجامد والطري والناعم والخشن والأحمر والأبيض ...
   إذن : مادام عرفنا السبب بطل العجب ! فماذا علينا أن نصنع إيجابيا في هذه اللحظات والمواقف الحالكة لاجتيازها   !؟
   أولا : عليك بالمحافظة ع اتزانك وهدوءك حتى لا تفقدي أعصابك والقدرة ع التحكم في ذاتك ومشاعرك ...
   ثانيا : اشطبي الجمل التي لا داعي لها والتي أحزنتك كثيرا وضعيها ف الصندوق الأسود كما يقولون وإياك من ترديدها بتاتا فهي غير صادقة اولا ثم هي لن تفيدك في شيء  بل ع العكس ستغمك وتضيقك وفي النهاية هي كذب وافتراء ليس لها من الصحة شيء ...
   ثالثا : تذكري أهدافك في الجلسة أو الرحلة أو أهدافك في الحياة وانشغلي بتحقيقها واتجهي للهدف الاخر والشخص الآخر إن خسرت هدفا أو شخصا أو موقفا فاصنعي آخر فمازالت ع قيد الحياة تبنين وتصنعين ولا تستسلمي وتجعليه نهاية المطاف بك ...
  رابعا : لا تقفي طويلا ع الحدث ، ولا تكرري الموقف المحزن كثيرا ، حتى لا يثبت ولا يحفظ وكي لا يكبر ويعظم في نفسك ،بل مرريه سريعا كعابر سبيل يجد في سيره أو سحابة صيف عما قليل تقشع ...
  خامسا : تذكري وضعي في بالك دائما أن الناس يتربون ويعجبون بالسلوك العفوي التسامحي والموقف الصادق الثابت الذي لا يهتز ولا يتزعزع ولا يتغير من جراء سوء فهم أو غفلة عن حدث او جهل بأمر، فلا تغيري نظرتك سريعا ولا تتخذي موقفا مغايرا كأن تقطعي أختك أوتهجري زميلتك او تجفي والدتك او تقطعي معونتك لجارتك أو تبتعدي عن زوجك (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله) بل ع العكس من ذلك ليزيدوا ف التواصل والاتصال بعد حدوث الخلاف وليتواصو بالقرب والسؤال (وليعفوا وليصفحوا) لما أمرنا بالعفوعن الماضي ونسيانه والصفح في المستقبل  وعدم الرد بالمثل والجفاء والتكتم والحزن ؟ طلبا لما عند الله ، ومالذي نجده عند مليكنا ؟؟ (ألا تحبون أن يغفر الله لكم) ليعفو الله عنا أخطاءنا ويكفر عنا ذنوبنا وآثامنا في حقه العظيم الذي هو أكبر الحقوق وليعفو عنا في تقصيرنا مع خلقه وعيادة المرضى الذين لم نزرهم ونخفف عليهم من الأقارب والجيران والأهل ومن لهم حق عليك الجار أربعين دارا منك والأرحام -أقارب الزوجة- ويغفر لنا مامضى من عدم تواصينا وعطائنا للمحتاجين من المال والطعام والشراب واللباس من الفقراء والمساكين والأيتام والمطلقات والأرامل ومن جار عليهم الزمان فما وجدوا من يعولهم أو يقضي حاجتهم او حتى يسلي خاطرهم بكلمة أو فرحة أو خرجة ، وذلك كما ورد مصداقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابي هريرة يرويه عن ربه عز وجل يقول : يابن ءادم مرضت فلم تعدني ؟ يقول ربي كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ ...)
   سادسا : هاك بعض النقولات المهمة لتحفظيها وتذكريها وقت حاجتك ورد ف التذكير بخلق الصبر التي مدح به أولو العزم من الرسل (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم ) ورد عن بعض الصحابة قوله ( ماكنا نعد إيمان الرجل إيمانا إذا لم يصبر على الأذى) نفى منه مرتبة الايمان ثاني مراتب الدين (الاسلام ثم الايمان ثم الاحسان) لعدم صبره وحبس نفسه عن الجزع او التسخط او الحزن ع الأذى من جراء جهول او ظلوم ، أما المرتبة الثالثة من مراتب الدين التي أمرنا ان نعامل الناس بها وهي الاحسان في قوله تعالى (وقولوا للناس حسنا) 83/البقرة
   ☆اما النص والأثر الثالث (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) آية عظيمة جامعة لحسن الخلق مع الناس أول ماسمعت تفسيرها من شيخ المسجد النبوي عام 1422ه الشيخ أبو بكر الجزائري -أمد الله بعمره وصحته - مختصره " خذ العفو : اي ماسمحت به أنفسهم ومايسهل عليهم من الأعمال والأخلاق فلا يكلفهم مالا تسمح به طبائعهم بل يشكر من كل أحد ماقابله به ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض الطرف عن نقصهم ويعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال وتنشرح له صدورهم " بتصرف من تفسير ابن سعدي رحمه الله تعالى ف الآية 199 من سورة الاعراف .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القواعد الذهبية في كتابة ياء المخاطب

أوطاننا أكبادنا ...

عكس المطلوب x الحزن والأسى x الفرح