الوقفة الأولى : حول وفاء وإتمام لعبده وخليله إبراهيم عليهم السلام



ضمن الدورة القرءانية الرمضانية لعام ١٤٣٩ كانت في مدارسة الجزء الثاني ج٢ من سورة البقرة .
الوقفة الأولى : حول وفاء وإتمام لعبده وخليله أبينا إبراهيم عليه السلام ، التي كل طوائف أهل الكتاب تدعيه بل والمشركون كذلك .
 ابتدأت الايات بقوله (واذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن١٢٤) الشجاعة والقوة في الاستسلام لأوامر الله ونواهيه التي تفوق بها إيراهيم فكان الشكر من الله لعبده أن جعله عن أمة وإماما يقتدى به ،وجعله قانتا، ووفى له ماوعد به عباده المخبتين وأبقى ذكره في الأولين والآخرين وقد دعا بها إبراهيم كما جاء في قول الله ع لسانه( واجعل لي لسان صدق في الاخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم واغفر لأبي إنه كان من الضالين ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) وهذه من أدعية إبراهيم العميقة المعاني الخفيفة المباني التي تواصينا بشرحها وفهمها ونتواصى بالدعاء بها والتي وردت في سورة الشعراء .
  ومن أدعية إبراهيم عليهم السلام العظيمة التي تسجل بماء الذهب وتحفظ وتردد دائما وهو يرفع قواعد البيت الحرام استجابة لأمر الله وابنه اسماعيل معه يشاركه وقلبه بين  الخوف والرجاء (ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك -والذي حقيقته خضوع القلب وانقياده لربه المتضمن لانقياد الجوارح تبعا له - وأرنا مناسكنا -علمنا عبادتك وطاعتك على وجه الاراءة والمشاهدة ليكون أبلغ ومنها مناسك الحج علمناها جميعها قولا وعملا - ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم ءاياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم - وهذا شأن النفوس الكبيرة التي تحمل هم الأسرة الأبناء والأحفاد والأجيال من بعده قال رسول الله (انا دعوة إبراهيم وبشارة عيسى)
  وبعد أن وصف الله خليله بهذه الصفات الكاملة وأخبر عنه وعظمه هذا التعظيم قال(ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه- جهل قدر نفسه وامتهنها وأراد لها الدون - ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الاخرة لمن الصلحين ) ولما كل هذه المنزلة والرتبة لإبراهيم ؟! إنها لكلمة واحدة سمعها من ربه وهمل بمقتضاها طوول حياته وكانت وصيته أيضا لأبنائه ساعة احتضاره والانسان لا يوصي إلا بأعظم وأهم أمر في باله وهي ماجاء في قول الله تعالى (إذ قال له ربه أسلم قال امتثالا لربه وطاعة - أسلمت لرب العالمين) إخلاصا وتوحيدا ومحبة وإنابة فكان التوحيد لله نعته .
   أهم الفوائد والعبر من قصة إبراهيم عليه السلام :
♧ أن الابتلاء والامتحان في أصغر الأشياء وكبيرها في الأوامر والنواهي  سنة الله في هذه الحياة ليتبين الكاذب الذي لا يثبت عند الابتلاء من الصادق الذي ترتفع درجته ويزيد قدره ويزكو عمله ويخلص ذهبه .
♧ عندما أتم إبراهيم ماابتلاه الله به وأكمله ووفاه شكر الله له قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي لما اغتبط ابراهيم بهذا المقام طلب لذريته ذلك لتعلو درجته ودرجة ذريته وهذا من نصحه لعباد الله ومحبته أن يكثر فيهم المرشدون المصلحون فالله من عظمة هذه الهمم العالية والنفوس السامية .
♧ (وأرنا مناسكنا) عدة معاني للاية : علمناها على وجه الاراءة والمشاهدة ويحتمل أن يكون المراد بالمناسك أعمال الحج كلها كما يدل عليه السياق والمقام ويحتمل أن يكون المراد ماهو أعم من ذلك وهو الدين كله والعبادات كلها كما يدل عليه عموم اللفظ والحاصل أن إبراهيم دعا ان يوفقه الله للعلم النافع والعمل الصالح والتوبة من التقصير فيهما (وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم )
    تمت الفوائد بتصرف من

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القواعد الذهبية في كتابة ياء المخاطب

أوطاننا أكبادنا ...

عكس المطلوب x الحزن والأسى x الفرح