الوقفة الثانية : حادثة تحول القبلة وموقف المسلمين والمعارضين


   
   كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوافق أهل الكتاب فيما لم ينزل به شرع خاص ومنها كان استقبال بيت المقدس مع حبه وتشوقه إلى استقبال الكعبة بناء نبينا وأبينا إبراهيم عليه السلام وقد علم الله ذلك من نبيه فنزلت الآيات بعد ١٧ شهرا من الهجرة للمدينة(قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها)
     فالله أكبر ما أعز وأكرم محمد عند الله يسارع في رضاه !
اللهم فأرضني وارض عنا وعافنا واعف عنا سخطنا وتقصيرنا
وأمام هذا الحدث الكبير- تحول القبلة والصلاة إلى بيت المقدس شمالا إلى الصلاة إلى البيت الحرام جنوبا ماكان من المسلمين والصحابة رضي الله عنهم إلا أن حولوا وجوههم وقبلتهم وهم في صلاتهم استسلاما وسرعة استجابة لأمر الله الذي هو الأعلم بمصالحهم والحكيم وقد أحبوه وءامنوا به والإيمان يستوجب الانقياد والطاعة-وما أعلاها من منزلة ودرجة -فرضي الله عن المؤمنين والصحابة والتابعين ، أما اليهود المعترضين المجبولون ع الجدال  حتى مع رسولهم موسى قالوا: لو ثبت محمد على قبلتنا لاتبعناه ، وقال المنافقون المرجفون أصحاب الفتنة والشكوك والظنون :مالهم كانوا على قبلة زمانا ثم تركوها !؟ وقال مشركو مكة المكذبون: رجع إلى قبلتنا وسيرجع إلى ملتنا- وحاشاه- وقد وصف الله هذا الأمر في القران ادق وصف وأبلغه (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقيبيه -ولعمر الله هذا هو الابتلاء والامتحان فإما النجاح بالرضى أو السقوط بالعصيان- وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله) ورد على المعترضين حججهم الواهية بثلاث ءايات واضحات شافيات ولكن (ولإن أتيت الذين اوتوا الكتب بكب ءاية ماتبعوا قبلتك وماأنت بتابع قبلتهم) وقال في الآية الأولى(وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإنه للحق من ربك) والآية الأخيرة (وحيث ماكنتم فولوا وجوهكم  شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم)إذ أن أهل الكتاب والمشركون يجدون في كتابهم ان قبلته المستقرة هي الكعبة البيت الحرام والمشركون يرون من مفاخرهم هذا البيت العظيم وانه من ملة إبراهيم وأنه إذا لم يستقبله محمد صلى الله عليه وسلم توجهت نحوه حججهم وقالوا كيف يدعي أنه على ملة إبراهيم وهو من ذريته وقد ترك استقبال قبلته ؟! فالحمد الله قامت الحجة عليهم ، وقطع بها أطماع أهل الكتاب من اتباع الرسول قبلتهم (ولأتم نعمتي عليكم) فاذكروا يامسلمون هذه النعمة العظيمة واعطوها شكرها .
   بعض الفوائد والعظات من القصة :
♡إن استقبال القبلة صورة واضحة لوحدة الأمة وتوحيدها وفي تحويلها مخالفة واستقلال للأمة الإسلامية في عقيدتها وهو مقصد شرعي عظيم وتميز مطلوب (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون)
♡ان الله يقيض للحق المعاندين له فيجادلون فيه فيتضح بذلك الحق وتظهر آياته وأعلامه ويتضح بطلان الباطل وأنه لا حقيقة له ولولا قيامه في مقابلة الحق لم يتبين حاله لأكثر الخلق وبضدها تتبين الأشياء فلولا الليل ماعرف فضل النهار .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القواعد الذهبية في كتابة ياء المخاطب

أوطاننا أكبادنا ...

عكس المطلوب x الحزن والأسى x الفرح