الوقفة الثالثة : قصة طالوت وجالوت او الصبر طريق النصر

في القصة اربع صفات حسنة علينا التحلي بها والابتعاد عن ضدها لنسعد وتسمو نفوسنا ، لعنا نستخرجها في ثنايا حديثنا وندونها في مذكرة رمضان ١٤٣٩
  القصة ذكرت في نهاية الجزء الثاني من سورة البقرة اية ٢٤٢ ، نذكر هنا أن من مميزات قصص القرآن-أحسن القصص- أها تركز على الهدف والمغزى اذا تأت مختصرة في الجوانب الأخرى ولتدرس ولتحفظ فيصلح بها الفرد والجماعة ...
  ابتدأت القصة بقوله تعالى( ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى) هذا زمنها  عندما استحل العمالقة بلادهم شردوهم ،فرقوهم في الأرض، سلبوا أموالهم ومقدساتهم ،عذبوا أطفالهم ونساءهم حتى اجتمع الملأ وذوا الجهاه منهم وقدموا طلب من نبيهم يقال له شموع طلبوا منه أن يعين لهم قائدا وملكا يجمعهم على الجهاد فأراد اختبار صدقهم وعزمهم وثباتهم في ملاقلة العدو بسؤالهم(هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا) لعله إن فرض عليكم تقاعستم وتخاذلتم عن الجهاد ، فعرض عليهم العافية فلم يقبلوها واعتمدوا على عزمهم ونيتهم وقالوا (ومالنا ألا نقاتل في سبيل اللهةوقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا) أي شيى يمنعنا من القتال وقد ألجئنا إليه بأن أخرجنا من أوطاننا وسبيت ذرارينا !؟ فكيف وقد فرض وقد حصل ماحصل ، ولهذا لم تكن نياتهم حسنة ولم يقو توكلهم على ربهم (فلما كتب عليهم القتال تولو إلا قليلا منهم) جبنوا وضعفوا وزال ماكانوا عزموا عليه واستولى على اكثرهم الجبن والخور إلا القليل الذين عصمهم الله وثبتهم وأجاب طلبهم بقوله (وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا ) وكان الواجب عليهم مادام أنه من عند الله الرضى والتسليم لكنهم اعترضوا كعادتهم وقالوا(أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال )هو دوننا في الشرف والنسب ولم يكن معه المال ، كما قال المشركون (لولا نزل هذا القران على رجل من القريتين عظيم أهم يقسمون رحمة ربك ) الزخرف .رد عليهم نبيهم (إن الله اصطفاه عليكم - فلزمكم الانقياد -وزاده بسطة في العلم والجسم ) بقوة الرأي وقوة الجسم لتنفيذ الأوامر فرد عليهم شبههم الفاسدة بآيات واضحة (والله واسع عليم) يختبر للملك من يشاء وهو الأعلم والأوسع سبحانه .ثم ذكر لهم ءاية حسية يشاهدونها -ذلك لأنهم لا يؤمنون إلا بالماديات والمحسوسات- وهي إتيان التابوت الذي فقدوه وسلب منهم زمنا طويلا وفي التابوت سكينة تسكن بها قلوبهم وتطمئن لها خواطرهم وفيه بقية مما ترك آل موسى وآل هرون من العصا والألواح تحمله وتأت به الملائكة من السماء عيانا وهم يرونه. (ولما فصل طالوت بالجنود ) لما تملك طالوت ببني إسرائيل واستقر له الملك تجهزوا لقتال عدوهم فامتحنهم بأمر الله لينظر الثابت الصابر المطمئن من غيره (إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده ) فشرب الجنود إلا القليل صبروا مع شدة عطشهم فلما جاوز النهر طالوت والمؤمنون معه قال بعضهم وقد رأوا عظم وضخامة جند العدو جالوت هابوهم وخافوا قالوا لا نستطيع مقاتلتهم ، عندها ذكرهم الثابتون المؤمنون الموقنون بملاقة الله يوم القيامة كم من طائفة قليلة العدد غلبت طائفة كثيرة العدد باذن الله ذلك وعونه والله مع الصابرين ، ولما قربوا من العدو رفعوا أكف الضراعة إليه مستغيثيين طالبين المدد منه وحده (ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكفرين) وكانت النتيجة المفرحة بعد محطات ابتلاء وامتحان أن هزمت الفئة القليلة الفئة الكثيرة لأي شيئ (فهزمزهم باذن الله وقتل داود جالوت ) وآتاه الله الملك والنبوة وعلمه ممايشاء من أنواع العلوم .
الصفات الاربع الحسنة/ الشجاعة والمبادرة ثم الانضباط والنظام فالصبر والمصابرة والإخلاص والصدق .
 فوائد وعظات من القصة : 
@ لا يثبت عند الفتن والشدائد إلا من عمر اليقين بالله قلوبهم .
@ من سنة الله تعالى وحكمته أن يدفع شر بعض الخلق وفسادهم في الأرض ببعضهم (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) .
@يقول ابن عباس رضي الله عنه : عجبت لمن ابتلي من الخوف من الناس كيف يغفل عن قول / حسبنا الله ونعم الوكيل قال الله بعدها (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء) •وعجبت لمن ابتلي بالهم كيف يغفل عن قول / لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظلمين قال الله بعدها ( فاستجبنا له ونجيناه من الغم ) • وعجبت لمن ابتلي بالمرض كيف يغفل عن قول /رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين قال الله بعدها (فاستجبنا له فكشفنا مابه من ضر ) •وعجبت لمن ابتلي بالمكر من الناسىكيف يغفل تن قول / وأفوض أمري الى الله قال الله بعدها ( فوقه الله سيئات مامكروا وحاق بال فرعون سوء العذاب ) 
@ أمر عجيب حدث لموسى عليه السلام عندما أخذ الالواح قال يارب : أرى أمة أناجيلهم في صدورهم يعني يحفظون كتابهم قال يارب اجعلهم أمتي ، قال : كلا بل هم أمة أحمد (بل هو ءايات بينت في صدور الذين أوتوا العلم ) لا تزهدوا ولا تتقاعسوا عن حفظ القران الكريم فهي ميزة لنا أمة محمد صلى الله عليه وسلم فلك الحمد ربنا .



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القواعد الذهبية في كتابة ياء المخاطب

أوطاننا أكبادنا ...

عكس المطلوب x الحزن والأسى x الفرح